top of page

Published and unpublished articles...

بقلم : عبدالله محمد بيهان

شد انتباهي وأنا أتصفح “الوطن” مقال بعنوان: “المبتعثون وقميص بولو” للكاتبة سارة مطر، إذ تعرضت الكاتبة لموضوع شديد الحساسية، كنت أنوي الكتابة عنه منذ فترة، إلا أن ظروف العمل حالت دون ذلك. وأجدها فرصة سانحة للحديث عن هموم المبتعثين، كوني أحدهم.

تقول الكاتبة في معرض طرحها، إن المبتعث يعود لوطنه نادما على انتهاء بعثته، متضجرا متبرما من ذلك. وأتفق معها كثيرا فيما ذهبت إليه، ولا أجد غرابة في ذلك. إذ إن كثيرا من زملائي المبتعثين مروا ـ كما مررت ـ بهذه التجربة التي يشوبها كثير من مشاعر الحزن والأسى من مغادرة مقر البعثة والدراسة. ولكن السؤال هنا: لماذا هذه المشاعر، خاصة في السنة الأولى؟

بالصدفة كنت أحدث اثنين من زملائي المبتعثين في التسعينات الميلادية عن أوضاعهم وتجربتهم السابقة في الابتعاث، وإذ بذات الإجابة تتكرر. إن فترة البعثة كانت من أجمل سني العمر وأحلاها. فيها كثير من التجارب والخبرات الجديدة، وكذلك المغامرات المخيفة، وهذا فعلا ما وجده ويجده كثير من المبتعثين في جميع مقار الابتعاث. بيئة تعليمية متميزة تتيح للطالب الخوض في غمار المعرفة بلا حدود ولا قيود، تجعله هو من يقرر إلى أي حد يبحر في هذا الغمار، تتيح له أدوات البحث والمعرفة؛ كي يصل للمعلومة متى ما أراد وكيفما أراد. فلا غرو أن يشتاق المبتعث لمثل هذه الأجواء، خصوصا من الناحية الاجتماعية التي فيها كثير من الاحترام والتقدير للذات.

في الغربة، أجد جميع أساتذة القسم في الجامعة في منتهى التعاون، حتى إذا ما جئت أسأل عن شيء ـ ولو لم يكن متعلقا بالتعليم ـ أجد الأستاذ بنفسه يمشي معي في دهاليز القسم يسأل هذا وذاك ليوصلني إلى مبتغاي، أو على الأقل رفع سماعة هاتفه ليسأل زميله عما أريد!.

في الغربة، وجدتني أُعامَل معاملة راقية حتى وأنا مخطئ. رجل المرور هو من يترجل من مقعده ويسألني بكل أدب وذوق عن أوراقي، وأحيانا كثيرة لا يحرر مخالفة بل ينبه ويبتسم ويشكر ويذهب. في الصيدلية أجد اهتماما مبالغا في التعليمات حتى ظننت أن الاهتمام لأجل بعض المال! وجدت الصيدلي حريصا كل الحرص على إعطائي تعليمات الدواء وطريقة الاستعمال والآثار الجانبية! حدث أكثر من مرة أن تركت دوري عند طابور المحاسبة؛ لأني نسيت غرضا ما وأعود لأجد مكاني ما زال موجودا في انتظاري! جاري لديه ابن ـ شافاه الله ـ تمر عليه بعض الأزمات الصحية، وما ألبث أن أجد المسؤولين في المستشفى هناك يطرقون باب بيته؛ لتقديم المساعدة والاستشارة والاطمئنان على الطفل! هذا غيض من فيض. فهل تلوم عزيزتي الكاتبة سارة المبتعث إن تألم وتبرم بعد عودته من الغربة!.

أول ما يقابل المبتعث عندما تطأ قدماه أرض وطنه، التعامل الفظ من بعض موظفي الجوازات، خاصة مع العمالة الآسيوية في المطار، وعند أول متر عند قيادة السيارة يجد أنه لا نظام ولا قانون يُلتزم به. إن لم يكن “ساهر” ساهرا عند الإشارة، فقطعها أولوية! رجل المرور ـ إلا من رحم ربي ـ يحرر المخالفة لأن السائق لم يحترمه عندما خالف أمامه، لا لأنه يمثل النظام، بدليل أن السائق إذا ترجاه وقبل أنفه رضي عنه وتجاوز عن مخالفته! أبعد كل هذا تريدين من المبتعث أن يكون سعيدا مزهوا بعودته!، لكني لا ألومه، وألومه في ذات الوقت! لا ألومه؛ لأنه عاد ليواجه “صدمة ثقافية” موقتة أخرى. وألومه عند تقاعسه عن بذل ما هو مطلوب منه.

دور المبتعث عند عودته ليس بالهين، وعلى عاتقه كثير من الأعباء والمهام، ولكني أجد المبتعثين على ثلاث فئات. الفئة الأولى: عادوا بخفي حنين، لا ترى فيهم أي تغير، هو كما هو في طريقة تفكيره وتعامله وفي جميع شؤون حياته. هذا لم يستفد من بعثته إلا الشهادة، وهذا ليس الهدف الرئيس من فكرة الابتعاث. والفئة الثانية: حققت المطلوب وعادت بخبرات جديدة ومعلومات حديثة استطاعت أن تصب ذلك كله في مجال العمل الوظيفي، وهذا شيء جيد، ولكنه كذلك ليس الهدف الرئيس من فكرة الابتعاث. أما الفئة الثالثة: فهي التي استفادت كثيرا من جميع مزايا الابتعاث. علما وثقافة ونمطا اجتماعيا حميدا. يعرف أصول التعامل الراقي، يقدر معطيات المجتمع، يحاول الإسهام في رفع بيئة العمل الموكل إليه، وفوق ذلك يحمل هَمّ وطنه وأبناء وطنه. يود بكل ما أوتي من وسيلة أن ينقل ما وجده هناك من احترام ونظام وجمال في التعامل ورقي في الفكر إلى وطنه. يحب أن يرى النظام في البيت والشارع والمدرسة والحديقة والعمل وفي كل مكان. يحاول جاهدا إطلاع من حوله من مجتمعه على ما وصل إليه العالم بشكل عملي، ليس تكبرا منه وإنما حبا في نقل ثقافة النظام واحترام الإنسان فيما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. إن كان معلما في التعليم العالي أو العام ينقل ذلك كله لطلابه، وإن كان موظفا في دائرة حكومية ينقل ذلك إلى زملائه من خلال عمله… إلخ

أجدها فرصة سانحة أن أنبه المهتمين بموضوع المبتعثين والقائمين عليه والوزراء وكل من يهمه مصلحة هذا الوطن المعطاء؛ أن ينتبهوا ويعوا أن المبعتثين سيعودون بفكر مختلف عما كانوا عليه. فالغالبية ستحاول التطوير وتغيير الروتين، فإن لم تكونوا على استعداد ووعي لهذه النقطة، فإن عواقبها ستكون مكلفة. وأطلب منكم الإنصات إلى آخر دقيقتين من برنامج البيان التالي، لمقدمه الإعلامي عبدالعزيز القاسم، في حلقة عنوانها “فوضى الخطوط السعودية” علها تصل الرسالة.

نقلا عن الوطن

- See more at: http://sofaraa.net/archives/71195#sthash.5NbvLwYk.dpuf

الخطر المحدق

الخطر المحدق

هالني كما المجتمع السعودي بكافة شرائحه المقطع المتداول حول التحرش الجنسي بطفلة في المنطقة الشرقية من بلادي الحبيبية. وحقيقة أنه بالرغم من معرفتي المسبقة بإرتفاع معدلات التحرش – سواءاً الجنسي أو اللفظي في السعودية – إلا أن منظر الفديو المتداول مريع ومقرف للغاية ويعتبر صادم بكل ما تعنيه الكلمة. فكيف يحدث هذا في مجتمع تحكمه التعاليم والقيم! وكيف يجرؤ أحد على هذه الفعلة البشعة في وضح النهار في مكان عام!

هذا الحدث جعلني أقف عدة وقفات لعلي أختصرها فيما يلي:

  • أين القيم والأخلاق وقبل ذلك تعاليم ديننا السمحة؟ لماذا حاول هذا وغيره استغلال براءة طفلة بهذا الشكل؟ وأخشى ما أخشاه أن (الخافي أعظم). أعتقد أن من أسباب ذلك:

    • ضعف الوازع الديني والبعد عن تعاليم ديننا السامية.

    • أن مدارسنا اعتمدت نقل المعلومات من المقررات الدراسية إلى عقول الأبناء مع إغفال قضية انتقال أثر التعلم. أي أن الهدف هو توصيل القيم والمبادئ للأبناء كمعلومات وليس كسلوكيات يمتثلونها في شؤون حياتهم اليومية.

    • كذلك نقص الوعي الجنسي لدى كثير من الأسر والتخوف المبالغ فيه عند سؤال أحد الأبناء عن أمرٍ فطري له علاقة بالأعضاء التناسلية أو العلاقات الجنسية. مجتمعنا – المحافظ – جعل من هذه المواضيع تابوهات يحرم تداولها ويحاول دائماً التهرب منها بإجابات مغلوطة وغير واقعية، مما يجعل الأبناء يحاولون اكتشاف دهاليز هذا الغموض عن طريق الأقران.

    • وأيضاً ضعف الدور التوعوي من قبل المؤسسات الإجتماعية في توعية المجتمع بهذا الداء الخطير. وعدم الاهتمام بأي قضية إلا إذا حدثت هزة قوية كما المقطع المتداول. أي أنها لا تتبنى فكرة إلا كردة فعل على حدث ما. بالرغم أن من أوجب الواجبات محاولة استقراء مشاكل المجتمع والاستفادة من المجتماعات المجاورة المشابه لمجتمعنا حتى لا ننتظر وقوع هذه المشاكل.

وللمساهمة في حل هذه المشكلة أعتقد أنه من الأجدى إضافة موضوع  الثقافة الجنسية في مناهجنا والتعامل معها على أساس واقعي بعيداً كل البعد عن ثقافة العيب. كما اقترح تفعيل دور المؤسسات الإجتماعية والدينية لتوعية المجتمع بضرورة تعريف أبنائهم كيفية التصرف مع المتحرش مع ضرور المراقبة الدائمة للأبناء بحيث تكون مراقبة هادفة لا تثير القلق في نفوس الأبناء والتوجس من كل غريب ولا تفريط يضر بهم، بل يكون فيها اعتدال وحرص مع مراقبة تصرفاتهم وردات أفعالهم عند وجود أحد ما في محيطهم.

توعيتنا وحرصنا الآن يعني إنشاء جيل خالٍ من الخجل والإضطراب والشكوك.

 

عبدالله محمد بيهان

جامعة الملك سعود

 

 

 

 

 

 

 

 

المسؤولية العظمى

تعليقاً على ما جاء في «تعليم 21» في الجزيرة عدد 11199 بتاريخ 27 ربيع الأول 1424هـ الموافق 28 مايو 2003م بقلم د. عبدالعزيز العمر بعنوان «التعليم القاعدة، ما قبل الابتدائي» فإني اتفق معه قلبا وقالباً فيما ذهب اليه. حيث ان الطفل في سن ما قبل السابعة هو طفل «خام» أي انه لم يتأثر بالبيئة المدرسية بعد، ولم يتأثر بالبيئة الخارجية. بل هو في كنف والديه وأسرته.
لذلك أرى أن المسؤولية العظمى تقع على عاتق الوالدين. قال رسول الهدى «ما من مولود إلا ويولد على الفطرة. فأبواه يمجسانه او ينصرانه او يهودانه».
ذلك أن الطفل في هذه المرحلة يرى في أبويه المثل العليا والقدوة، فهو يحاكيهما أيما محاكاة.
ومن هذا المنطلق كان لزاماً على الأبوين أن يراعيا هذه المرحلة العمرية واحتياجاتها كيما ينشئان فرداً صالحاً فعالاً لا تهزه أفكار متطرفة أو مغالية.
ولكن يبقى السؤال هل الوالدان هما المصدر الأوحد في هذه المرحلة؟ ألا يوجد هناك تأثير من قبل وسائل الإعلام المختلفة؟ ألا يوجد هناك تأثير مما يدور حوله من أحداث وتطورات؟ هذه الاسئلة تقودنا إلى تساؤل آخر: أما آن للمؤسسات الاجتماعية والتربوية والتعليمية والحكومية والأهلية أن تتضافر وتتحد من أجل تحقيق متطلبات واحتياجات «التعليم القاعدة»؟! سؤال لا يبحث عن اجابة وإنما تطبيق.
 

عبدالله محمد بيهان

الجمعة 6 ,ربيع الثاني 1424

 

bottom of page